Judul 1
الثعلب
والعنـز
عطش
ثعلب. وذهب إلى بـئر ليشرب فسقط فيها ولماّ شرب أراد الخروج فلم يقدر. لارتفاع
جدار البـئر. وبعد قليل أتت عنـز لتشرب منها. فرأت الثّعلب فيها. فسألته "هل
ماء هذه البـئر عذب". فقال الثّعلب "نعم, بل هو أعذب ما ذقت طول عمري.
ولذلك ترينـني باقيا هنا لا أريد الخروج. تفضّلي انزلي لتـشاركيـني فيه". فاغـترّت
العنـز بهذا الكرم. ووثبت إلى داخل البـئر. وأخذت تشرب حتىّ رويت. وأمّا الثّعلب
فوثب على ظهرها وخرج إلى وجه الأرض. وبقيت العنـز حائرة لا تدري كيف تخرج. فطلبت
إليه أن يعود ليساعدها. فقال لها " أنا نجوت بنفسي. وليس لي فائـدة في
مساعدتك أيّـتها الجاهلة". فأدركت العنـز أنّه خدعها. وندمت على ذلك.
Judul 2
الطفل
والنحلة
الطفل: أيّتـها
النحلة الجميلة. أراك تطـير من زهرة إلى أخرى طول النّهار. من غير أن تفكّري في
شيء غير اللعب. يا ليتني مثلك بدون شغل. فألعب طول النّهار كما تلعبـين.
النحلة: غلطت أيّها الطفل. لأنّي أطـير من زهرة إلى زهرة
لأعمل عملا. ولست بدون شغل كما تقول.
الطفل: ما شغلك وإذا كنت تشتغلـين طول النّهار فكيف لا
تفكّرين في الرّاحة.
النحلة: إنّي أجمع
عسلا لأتغذّى منه أيـّام الشّـتاء. وشمعا لأبـني به بيـتي. قبل أن تمضي أيام
الصيف. وتقلّ حرارة الشّمس فتموت الأزهار. وإذا استرحت الآن. ضاعت منيّ فرصة جمع
القوت. فأموت في الشّـتاء جوعا. فاتّخذني مثالا لك. واجمع في صغرك ما ينفعك في
كبرك.
Judul 3
ولد نجيب
زار خليفة من بني
العبّاس يوما وزيره في داره. وكان للوزير ولد نجيب. فلمّا جلس الخليفة أجلس الصبيّ
إلى جانبه. وسأله "أدار الخليفة أحسن أم دار أبيك؟" فأجاب الصبيّ على
الفور " متى كان الخليفة في دار أبي فدار أبي أحسن". ثمّ أراه خاتما ثميـنا
في خنصره. وسأله "هل رأيت خيرا من هذا الخاتم". فقال الصبيّ "نعم.
اليد الّتي هو فيها خير منه".
فدهش الخليفة من حسن جوابه. وقال له:
"هل تحبّ أن تكون خليفة بعدي؟" فقال الصبيّ "ابن الخليفة أولى منّي.
فهو صاحب الحقّ في الخلافة. وأنا لست من الخائنـين". فزاد سرور الخليفة من
هذا الجواب. الذي يدلّ على الذّكاء والولاء. والتفت إلى أبيه وقال له: "لابدّ
أن يكون لابنك هذا شأن متى بلغ الرّجولة".
Judul 4
إطلاق الطيور
رأى رجل من أمريقا
ولدا يبيع طيورا في قفص. فوقف برهة ينظر إلى الطيور نظرة الكئيب. لأنه رآها تطير
من دنب إلى آخر. تارة تطل. وتارة تحاول الخروج من بين الأسلاك. وفي النهاية سأل
الرجل الولد "كم ثمن هذه الطيور". فأجاب الولد "ثمن الطائر سبعة
قروش ياسيدي".
فقال الرجل "أنا
لا أسالك عن ثمن الواحد. ولكني أسأل عن ثمن الجميع. لاني أرغب في شرائها
كلها". فأخذ الولد يعد طيوره ثم قال "ثمنها ثلاثة وستون قرشا".
فنقد الرجل الولد الثمن. وسر الصبي بربحه. ولما تسلم الرجل القفص فتح بابه. فخرجت
الطيور. فدهش الولد من فعلته. وسأله عن السبب. فأجاب "كنت سجينا ثلاث سنوات.
وآليت على نفسي أن لا أبخل بإطلاق سجين. متى استطعت إطلاقه".
Judul 5
العـين
العين جوهرة غالية لا يمكن أن تشترى
بالمال. والإنسان يستعملها في النظر إلى كلّ شيء. ويعرف بها الخبيث من الطيّب. وهي
تتحرّك يمينا وشمالا وفوق وتحت. كي يكون عملها أكثر. والرأس يدور في هذه الجهات
كذلك ليزيد في نفعها.
ولهذه الفوائد صنعها الله في محجر صلب من
العظم. وجعل عليها من الجفون غطاء يحفظها من الأذى. وحاطها بأهداب من الشعر. لتكون
سياجا يذبّ عنها الذباب والبعوض والغبار. الّتي تدخل العين فتسبّب لها الألم
والمرض. وسلّط عليها ماء جاريا يغسل ما يدخل فيها من الأوساخ.
ومن أراد أن يحافظ على نظره وسلامة عينيه.
يلزمه ألاّ يسمح للذباب أو البعوض بأن ينـزل على وجهه. بل يذبّهما بيديه دائما.
وكثرة غسل الوجه بالماء الصافي تجلو العين. وتساعد على طرد الذباب.
Judul 6
حلاوة
الكسب
أدخل
رجل ابنه في عمل. وطلب منه أن يأتيه كلّ يوم بأجره. وكان للولد أمّ جاهلة تحبّه.
ولا تودّ أن يشتغل لئلاّ يتعب. فكان الولد يهرب من عمله ليجتمع بأخوانه البطاّلين.
ويقضون نهارهم في اللعب. ومتى جاء المساء عاد الولد إلى البيت. فتعطيه أمّه قدر
أجره ليقدّمه إلى أبيه فيأخذ الرجل هذه الدراهم ويرميها من الشبّاك. ولماّ طال
الحال بتلك الأمّ الجاهلة. نفد مالها. فقالت لابنها "اذهب واشتغل اليوم. لأنّ
مالي نفد كلّه". فذهب الولد واشتغل طول النّهار. وعاد ومعه أجره وقدّمه إلى
أبيه. فأخذ الرجل الدراهم. وهمّ أن يرميها من الشبّاك كعادته. فصرخ الولد وقال "لا تفعل
يا أبي. فإنّي كسبتها اليوم بكدّي. ولا يهون علىّ ضياعها".
Judul 7
العنـزان
تقابلت عنـزان في طريق ضيّق. لا يسمح
إلاّ بمرور واحدة منهما. لوجود صخرة عالية على أحد الجانبين. وهوّة عميقة في
الجانب الآخر. فرقدت إحداهما على الأرض. حتىّ مرّت أختها من فوقها بخفّة واحتراس.
ثمّ قامت هي وسارت في سبيلها بسلام.
وكانت عنـزان أخريان على شطّي نهر. قد وقعت
فيه شجرة وصلت بين الشطّين. كأنّها قنطرة ضيّقة. فسارت كلّ واحدة من جهتها إلى وسط
الشجرة. وهناك لم تجدا سبيلا لمرورهما معا. ولم ترض إحداهما أن ترجع فتمرّ أختها.
فقام بينهما عراك شديد. أسقط الاثنتين في فعر النهر. وماتتا جزاء عنادهما.
ولو لانت إحداهما للأخرى كما فعلت العنـزان
الأوليان لما أصابهما ضرر.
Judul 8
الـنوء
ابتدأت الرّحلة والبحر ساكن كالحصير لا
موج فيه ولا هواء. ولكنّ الريح اشتدّت في اليوم التّالي. وهاج البحر وماجت السّفينة.
وتزعزعت وتقلّبت ذات اليمين وذات الشّمال ومن الأمام والخلف. وطغى الماء عليها حتىّ
بلّل الركّاب. فعلا الصّراخ واصفرّت الوجوه. وأعولت النّساء. وتعلّق الأطفال بأمّهاتهم.
والرّيح لا تشفق عليهم. بل زادت في شدّتها. وقذفت بالسّفينة على صخرة. فتكسّر
قعرها وظنّ الجميع أنّهم مغرقون.ولكنّ الرّبـّان والملاّحين عملوا جهدهم. وأحضروا
حلقات العوم. وجهّزوا قوارب النجاة الّتي لا تسـير سفينة بدونها. وأنزلوا الركّاب
فيها. حتىّ رأتهم من بعد سفينة عظيمة. فأسرعت إلى نجدتهم. ونزل ملاّحوها في قواربهم.
ونقلوا جميع الركّاب بسلام. وهم يحمدون الله على نجاتهم. ويمدحون همّة هؤلاء الملاّحين.
Judul 9
الطريق
خرج
فؤاد من داره قاصدا مكتبة. لشراء كتاب جديد في الجغرافية. كان قد سمع به. واختار
أن يذهب ماشيا ليدفأ. لأنّ اليوم كان شديد البرد. وكان في أثناء سيره يلـتزم
الطوار الأيمن من الطريق ولا يعـبر الشارع إلاّ إذا أمن الخطر. وكان ينظر كلّ شيء
في طريقه. من غير أن يحتكّ كتفه بالمارّين مع سرعة في مشيته وزحام في الطريق. وكان
إذا رأى دكاّنا كبيرا لا يعرفه. وقف برهة ليقرأ اسم التّاجر. وليعرف ما عنده من
البضاعة. حتىّ إذا احتاج إلى شيء فيما بعد. قصد الدكّان الّذي يبيعه من غير أن
يسأل. وسار كذلك إلى أن وصل إلى المكبتة. فاشترى الكتاب وعاد إلى داره.
Judul 10
عبدالله
والعصفور (1)
خرج عبدالله يوما للتنـزّه فى حديقة
بيته. فرأى عشّا على رأس شجرة عالية. وفيه عصافير صغيرة تشقشق. ولمّا سمع صوتها
أراد أن يأخذ واحدا منها فصعد فى سلّم على الشجرة حتىّ وصل إلى العشّ ومدّ يده
إليها. فصاحت العصافير خوفا وفزعا. ولكنّ قلبه ما رقّ لحالها. بل أخذ منها واحدا
ونـزل به. وهو يسمع صراخ العصافير الأخرى. كأنّها تبكى على فراقه. وأخذ يقبّله
ويلعب به ولم يعلم ما يقاسيه من الألم والحزن على فراق أهله. بل سار مسرعا
والعصفور بين يديه. يصيح ويتلوّى ويضرب بجناحيه ولا مغيث يغيـثه.
Judul 11
عبد
الله والعصفور (2)
قابل
عبد الله أباه في البيت وأراه العصفور. فأخذه الرّجل في يده وقال "هذا عصفور
جميل يا عبد الله. من أين جئت به". فقال الولد "وجدته في عشّ في الحديقة
مع أهله. فصعدت في الشجرة وأخذته". فقال الأب "كيف تكون حالك لو خطفك
رجل من البيت. وذهب بك إلى حيث شاء". قال الولد "أكون في غاية الحزن
والألم من فراق أهلي. فلا يهنأ لي عيش ما دمت بعيدا عنهم ولكن ما بالك تسألني هذا
السؤال". فقال الوالد "وما بالك أنت خطفت العصفور من بين أهله. هل بلغت
هذا الحدّ من الظلم والقساوة". فأدرك الولد أنّه صنع شرّا. وطلب من الخادم أن
يردّ العصفور إلى أهله.
Judul 14
الملح
الملح
معدن موجود في جهات كثيرة من الدنيا. وكلّ النّاس يطلبونه. لأنّه ضروريّ للطّعام.
وقد خلقه الله بهذه الكثرة. ليكون رخيصا يشتريه الغني والفقير. ويؤخذ في الغالب من
البحر الملح. وفي بعض الجهات يوجد في الصحراء وفي الجبال في بطن الأرض. فيكسّره
النّاس كما يكسّرون الحجارة ويغسلونه من التّراب والوسخ.
وإذا كان غائرا في الأرض وكسره صعبا. يصبّ
النّاس عليه ماء كثيرا حتىّ يذوب. ويصير الماء مالحا لا يمكن ذواقه. ثمّ يوضع في
قدور كبيرة تغلى على النّار. حتىّ يبخر الماء ويبقى الملح نظيفا. وفي مصر وكثير
غيرها من البلاد. يؤخذ الملح من البحر. وذلك بأن ينساب ماؤه في حياض كبيرة في
الأرض. ثمّ يمكث فيها أيـّاما. حتىّ يبخر الماء ويبقى الملح.